اكتشف طباع الآخرين
هل طباع الإنسان هي شخصيته أو أن هناك فرقا بين الطباع والشخصية؟ وما الذي جعل هناك التباسا ما بين الطبع والشخصية؟ وما هي قصة المثل القائل بأن الطبع يغلب التطبع..؟ أسئلة كثيرة يطرحها كل منا ليعرف حقيقة العلاقة ما بين الطباع والشخصية، في البداية وقبل ظهور علوم الشخصية كان الناس يحكمون على تصرفات الآخرين وسلوكياتهم على أساس طباعهم، وكانوا يقسمون الناس إلى ثلاثة أقسام حسب طباعهم وهي:
1- شخصيات حسنة الطباع ويطلقونها على الإنسان الاجتماعي المتدين الصادق الأمين الذي يتحلى بالعديد من السمات والصفات الحسنة أو بمعنى آخر يطلقون لقب "شخصية حسنة الطباع" على أولئك الذين يتصفون بسلوكيات وتصرفات حسنة بمقدار كبير عن تصرفاتهم السيئة.
2- الشخصية ذات الطبع المعقول، وهي الشخصية التي تطفو حسناتها ومميزاتها قليلا عن سلبياتها وتصرفاتها التي لا تعجب الناس.
3- الشخصية ذات الطباع السيئة ويطلقونها على أولئك الذين يتصرفون بطريقة خطأ ولا تعجب الناس، وهؤلاء لا ينسجمون مع الناس ويفضلون الغلظة والوحدة، وتصرفاتهم الحسنة قليلة وغير واضحة لمعظم الناس.
ثبت بعد ذلك أنه ليس هناك طبع سيئ وطبع جيد، إنما هناك طباع مختلفة، ومن خلالها يتم الحكم على الناس، وثبت أيضا أن الطبع هو مجموعة الاستعدادات الوراثية التي تؤلف هيكل الإنسان العقلي.. أما ما هو مكتسب فيعبر عنه بالشخصية المكتسبة، ومن خلال الطبع والشخصية المكتسبة تتكون شخصية الإنسان.
وعلى هذا الأساس يمكن فك الاشتباك ما بين الطبع والشخصية حيث يمثل الطبع في الواقع الركائز الأساسية أو العنصر الثابت الذي تتكون منه الشخصية وتتطور لبناء إنسان بكل ما تحمله كلمة بناء من معنى.. فالطبع هو المادة الثابتة في بناء الإنسان،والشخصية هي الشكل أو الهيئة المتحولة في صورتها النهائية.. لذلك يغلب طابع الإنسان دائما وأبدا على تصرفاته وأفعاله مهما حاول التجمل وهو ما أدركه الحكماء حين أكدوا أن الطبع يغلب التطبع.. ومن خلال طباع الإنسان يمكن معرفة الخطوط الرئيسية لمعالم شخصيته،لأن الطبع هو في الواقع أساس الشخصية.