فن التأثير في الناس
فن التأثير الايجابي في الناس من أرقى المهارات الإنسانية التي يجب بأن نتقنها لتطويرشخصيتنا والارتقاء بشخصية الآخرين, ولكن كيف تصبح شخصية مؤثرة في الآخرين؟مجرد سؤال تشتاق لجوابه من أجل المعرفة, وربما من أجل المعرفة والتطبيق في حالة ما اذا كانت النية متجهة فعلا الى الاستمتاع بشخصية مؤثرة في الآخرين وتوجد لديك الحماسة الكافية للقيام بذلك ولكن اذا سألتك لماذا تريد أن تصبح شخصية مؤثرة, هل يمكن أن أجد جوابا صريحا لديك؟..لاتذهب بعيدا..وسأحاول أن أضع لك بعض النقاط التي قد تساعدك على الإجابة لأنني لا أرغب في الإجابة نيابة عنك..كي لا أؤثر عليك..وكي لا تتأثر بإجابتي..ولكني أريد أن تصل للإجابة بنفسك..ولنكن صادقين مع أنفسنا في أننا نبغي من وراء تعاملنا مع الآخرين الى مودتهم وصداقاتهم واننا نحتاج فعلا الى تقبلهم لنا واعترافهم بنا وأننا لن نظفر بذلك إطلاقا إلا إذا كان تأثيرنا عليهم ايجابيا وطيبا وأن يكون لديهم انطباع حسن عنا راسخ في أذهانهم..ومن هنا أريد..أنا..وأنت..ونحن جميعا أن نصبح شخصيات مؤثرة تأثيرا ايجابيا في الناس, وأن نتقن فن التأثير في الناس..
ومن المهم جدا أن يعرف كل منا أن الآخرين يقومون بالفعل بدور مهم في أي نجاح أو سعادة حقيقية نستمتع بها, وأن ما نحققه من نجاح في حياتنا بصفة عامة إنما يعتمد إلى حد كبير على التعاملات والعلاقات القائمة بيننا وبين الآخرين..
والحقيقة التي لا يمكن إنكارها هي أننا بحاجة فعلا إلى ما يستطيع الآخرون أن يقدموه لنا وكل ما نسعى إليه من وراء اكتساب الشخصية المؤثرة ايجابيا هو أن ننجح في أن نترك تأثيرا طيبا وانطباعا حسنا في الناس وأن نتقن فن معرفة الطبيعة الإنسانية على ما هي عليه وليس حسبما ينبغي أن تكون عليه لأن هذه المعرفة بوسعها أن تساعدنا في الحصول على ما نبتغيه ونحتاجه من الآخرين..
هناك أسباب عديدة تجعل الإنسان عديم التأثير الايجابي في الناس..بل ويؤثر تأثيرا سلبيا فيهم وأصحاب هذه النوعية يدركون أنهم بحاجة الى الناس,الا أن الخجل والكبرياء يتملكهم في السعي وراء ما يحتاجون إليه خشية أن يكون إشباعهم وإرضاؤهم لرغباتهم مجرد أنانية منهم ويشعرون بغريزتهم التي تحتاج لتهذيب فعلي. ان تأمينهم لنجاحهم ولسعادتهم إنما يعني بالضرورة حرمان آخرين من بعض النجاح أو السعادة ومن هنا كان تأثيرهم السلبي في الناس.
وفن التأثير الايجابي في الناس يرشدنا إلى أبسط قواعد العلاقات الإنسانية الناجحة والتي توجب علينا منح الآخرين شيئا ما هم بحاجة إليه مقابل شئ آخر نحن بحاجة إليه. وقس على ذلك كل الأشياء التي يمكن أن تتصورها سواء كانت مادية ملموسة أو معنوية تأثيرها ملموس في النفسية,وثق يا صديقي أن أي أسلوب آخر للتعامل مع الناس لن يؤثر ايجابيا مطلقا بل لن ينتج أو يثمر..
وثق يا صديقي أنه لا يوجد إنسان واحد يتمتع بالاكتفاء الذاتي وأن كلا منا بحاجة إلى أشياء بوسع الآخرين القيام بها وتقديمها لنا, وأنت وأنت.. ونحن جميعا لدينا أشياء يحتاج إليها الناس..وهم أيضا لديهم أشياء ونحتاج إليها احتياجا فعليا وضروريا ولا يوجد سوى ثلاثة أساليب يمكن أن يتم بها تعاملنا مع الناس:
الأول: أن نأخذ ما نحتاج إليه منهم عن طريق القوة أو الترهيب أو الخداع او الدهاء دون أن نعطيهم شيئا..وفي هذه الحالة سيكون تأثيرنا عليهم تأثيرا سلبيا وسيئا جدا.
والثاني: أننتوسل إليهم أن يمنحون الأشياء التي نحتاج إليها أو نتوسلها منهم عن طريق الرجاء وفرض النفس وتسول العلاقات الإنسانية وهو أسلوب سلبي التأثير وحقير للغاية.
والثالث: أن تمنح الآخرين مقابل ما ستأخذه منهم..امنحهم الحب يبادلونك إياه..امنحهم الاهتمام والرعاية كي يهتموا بك ويرعوا مصالحك..امنحهم الثقة كي تحصل على ثقتهم على أن تكون أنت البادئ بالعطاء, وان يكون منطقك في التأثير الايجابي في الناس قائما على فلسفة أن تعطي الآخرين ما يطلبونه ويحتاجون إليه وهم لابد عندئذ من أن يردوا لك صنيعك ويمنحونك تلك الأشياء التي تحتاج إليها, وعليك أن تبدأ الآن ومن هذه اللحظة للتأثير الايجابي في الناس وأن تدرك أن لديك الكثير من الأشياء التي يحتاج إليها الناس, منها على سبيل المثال..الكلمة الطيبة والابتسامة المشرقة..والاستماع إلى الآخرين باهتمام..ومراعاة مشاعر الغير وأحاسيسهم, الاهتمام بمشكلات الآخرين..وأشياء عديدة لا تحصى نملكها ولا نعرف قيمتها ولا نعرف كيف نستخدمها استخداما صحيحا..
امنح يا صديقي هذه الأشياء للآخرين وسوف يقومون عن طيب خاطر بمنحك النجاح والسعادة في المقابل, وبهذه الأشياء يا صديقي تتقن فن التأثير في الناس, وربما تدرك يا صديقي في يوم ما انك تمتلك أشياء وموجودات بداخلك لها قيمتها ويتعطش الآخرون إلى الحصول عليها, فامنح الناس هذه الموجودات تحصل على تأثير ايجابي طيب يجعلهم يمنحونك المقابل فورا وبدون تردد.