Canalblog
Editer l'article Suivre ce blog Administration + Créer mon blog
Publicité
ESPOIR
18 février 2008

أشهر قواعد التأثير في الناس

تأثير الناس وتأثرهم بالآخرين  شغل بال العلماء والباحثين الذين عكفوا على تفسير السلوكيات والتصرفات الناتجة عن تأثير أفراد على أفراد وتأثير أفراد على مجتمعات..بل وتأثير مجتمعات على مجتمعات, ولم يقفوا عند حد البحث عن الشخصية المؤثرة وكيف تؤثر فحسب بل تعدوا ذلك إلى أبعد ما يكون واستطاعوا استنتاج قوانين تخضع للأبحاث العلمية من حيث الإثبات,وهذه القوانين تؤكد أن التأثير والتأثر لا يتم مصادفة على الإطلاق بل يتم وفقا لمعايير وقواعد محددة..وأشهر تلك القوانين(قوانين تارد) ذلك العالم الذي استطاع أنيحصر فاعليات التأثير والتأثر في قانونين.

الأول قانون الباطن الظاهر..وهذا القانون يقول أن عمليات التأثير والتأثر تخضع لوجود علاقة بين ماهو ظاهر في شعورك وما هو باطن داخلك..وأن تقليد الباطن متقدم على تقليد الظاهر..وبمعنى آخر إننا حين نتأثر نبدأ بتقليد الأفكار والآراء والعواطف قبل تقليدنا للناس في أزيائهم وأحوالهم..ويستدل على ذلك بحالات انتقال الأزياء من أمة إلى أمة أو من طبقة إلى طبقة فلا تقلد طبقة من الشعب طبقة أخرى إلا بعد شعورها بعواطف مشابهة لعواطف تلك الطبقة..ولا تقلد أمة من الأمم أمة أخرى في الأمور المادية إلا بعد اتصالهما بشئ من الأمور المعنوية,لأن كل مادي هو فعل يترجم عن حالة نفسية باعثة له..ويستدل د .تارد في بحثه على أن الزي الاسباني لم ينتقل في القرن السادس عشرمن اسبانيا إلى فرنسا إلا بعد أن انتشرت فيها الآداب الاسبانية,وكذلك الحال بالنسبة لأوربا فلم تنتشر الفنون الجميلة والأزياء الفرنسية في أوربافي القرن السابع عشر إلا بعد أن تفوق الفرنسيون في الآداب والفنون على كل الأمم الأوربية..وثبت أيضا أن النهضات الأدبية تسبق دائما النهضات المادية..وبالنسبة لسلوكيات الأفراد فان انتقال الأفكار والمعاني أسرع دائما من انتقال الألفاظ وكذلك الأهواء فإنها أسرع انتشارا من الشهوات..والإعجاب والثقة والحب أسرع انتقالا من الاحتقار والحسد والبغضاء..وكذلك الأمل فهو أكثرذيوعا من اليأس والإحباط, وإذا أردت أن أضع النقاط على الحروف يمكن القول بأنه طبقا لهذا القانون فان التأثير يكون في الأشياء المعنوية دائما أقوى وأسرع من الأشياء المادية وهو ما يعني أن تقليد الأفكار يسبق دائما تقليد الألفاظ, وتقليد المناصب متقدم على تقليد الوسائل المؤدية لها..

والقانون الثاني هو قانون من العالي إلى المنخفض..وهذا القانون يشير إلى أن التأثير والتأثر يكون دائما من الشخص العالي  في القيمةوالمقدار والأكثر حيازة للصفة أو الشئ إلى الشخص الأقل منه قدرا سواء كان ذلك في شئ معنوي أو مادي.. تقليد الذي يملك و عنده..والمقلد يكون لا يملك وليس عنده الشئ الذي يسعى لحيازته عن طريق التقليد..وينطبق هذا القانون على تقليد الصغير للكبير,وتقليد الضعيف للقوى,والطفل لوالديه,والتلميذ يقلد معلمه ورفاقه,والتاجر الصغير يقلد التاجر الكبير,كل ذلك يؤكد أن المنخفض يقلدالأعلى دائما لأنه يجد فيه كمالا..فالعبد يقلد سيده,والتابع يقلد المتبوع,حتى المغلوب يقلد الغالب..

الطريف هو أن الصغير حين يقلد الكبير كان ذلك باعثا في بعض الأحيان إلى سخط الكبير عليه وتغيير الشئ الذي يقلده فيه..

وتقول القاعدة أن هناك شواذ في التطبيق, فالمنخفض لا يقلد كل عال.بل أذا تعدد العالي انتخب القريب منه فقلده..فالطفل يقلد رفاقه قبل معلمه.

والصفات التي تجعل الإنسان مؤثرا قويا ليست بالضرورة صفات مادية بل قد تكون أدبية وسلوكية ومما يدل على قوة التأثير شموله الخير والشر معافنجد الناس يقلدون الآخرين في الشر كما يقلدونهم في الخير..يقلدونهم في الرذيلة كما يقلدونهم في الفضيلة..وهناك اعتقاد بأن الرذيلة أسرع انتشارا من الفضيلة إلا أنني شخصيا وهذا رأي شخصي,أرى أن الفضيلة هي الأسرع انتشارا وهي الأقوى تأثيرا وهي التي ستسود مجتمعنا الإسلامي في وقت قريب إن شاء الله.

Publicité
Commentaires
Publicité
Publicité