Canalblog
Editer l'article Suivre ce blog Administration + Créer mon blog
Publicité
ESPOIR
28 avril 2008

نوع من التأثير اسمه التقليد

هل تعرف أن أشهر أنواع التأثير على الناس هو ذلك التقليد الذي يقومون به لمحاكاة الشخصية التي أثرت فيهم وتأثروا بها..والتقليد في رأي علماء النفس حالة نفسية شعورية كانت أو لا شعورية من شأنها إعادة حالة نفسية سابقة أو قل محاكاة شخص ما في تصرفاته أو سلوكياته أو حتى طريقته في الكلام أو الملبس أو الأكل أو الشرب..أو حتى الذوق في اختيار شريك الحياة..وقد يكون التقليد عن علم وشعور وإرادة مع سبق الإصرار والترصد..وقد يكون لاشعوريا ولا إراديا بفعل العقل الباطن..وإذا كان التقليد عن إرادة المقلد سمي بالتقليد الحقيقي، وإذا كان المقلد غير متعمد التقليد وأن التقليد جاء عفويا سمي التقليد بالعدوى النفسية..ومن أشهر أمثلة العدوى النفسية التي تنتقل بالتأثير دون إرادة المقلد في كثير من الأحيان الأفعال المنعكسة على اختلاف أنواعها مثل التثاؤب والضحك والبكاء أو السعال..وأحيانا بعض السلوكيات الانفعالية مثل الخوف أو الغضب أو الخجل..فكل تلك التأثيرات تتم بالعدوى في معظم الأحيان..

وحين نؤثر في الناس أو نتأثر بهم فان ما يحدث هو أن الأفكار والعواطف والأفعال تنتقل من شخص لآخر ..وكل فكرة تلاقي عند انتشارها لأول مرة مقاومة ما ..ولكن عندما يكثر مريدوها يأخذ الناس في التقليد وتصبح تلك الفكرة عادة مألوفة..

والتقليد غريزة نفسية واجتماعية معا لأنه يعين على انتقال الصفات أو السلوكيات من الشخص المؤثر إلى الشخص الذي يتأثر ..بل يتعدى تلك الحدود لينتقل من جماعة إلى جماعة..الأمر الذي جعل علماء النفس التحليلي يولون اهتماما اكبر بظاهرة التأثر الجماعي أو التقليد الجماعي لنماذج لا تتفق مع قيم مجتمعنا والتي ظهرت أخيرا مقلدة لنماذج غريبة.

وإذا شئت أن تعرف قوة التأثر هذا وعمله في حياة الناس، انظر للطفل الذي يحاول أن يقلد أباه في كل شيء ..حتى طريقة المشي..والطفلة تقلد أمها وتضع لعبتها في فراشها وتغني لها..وقس على ذلك مختلف النماذج البشرية التي تصادفها كل يوم أمامك..

والسبب الرئيسي للتقليد يكمن في اعتقادنا بكمال الآخرين وهو ما يدعونا إلى أن نريد ما يريدون لأنفسهم فنميل إلى السير على منوالهم متأثرين بهم فنقلد أفعالهم وأفكارهم وأقوالهم.والأكثر من ذلك أن قناعاتنا بهم تجعلنا نقتبس من عواطفهم ورغباتهم واعتقاداتهم..ولا يتوقف الأمر عند هذا الحد بل يتعداه أيضا ليصل لمرحلة تقدير قيمة العلم والشرف والثروة على نسقهم ونتزين أيضا بأزيائهم ونتعلم ما يتعلمون ونذهب إلى حيث يذهبون ونقيم حيث يقيمون..ليس هذا فحسب بل يذهب البعض في مراحل التأثير بالغير إلى أن يفرشوا بيوتهم بأنواع الفرش الذي استحسنه الذين يقلدونهم..

ويترددون أيضا على المقاهي المألوفة عندهم..بل ويصل الأمر إلى أن نخيط أثوابنا عند الخياط المفضل لديهم، ونبتاع حاجاتنا من عند التاجر الذي حاز ثقتهم..

وباختصار يمكن القول بأن التقليد يربط المقلد بالذي يتقلد ويجعلهما مشتركين في الصفات ومتحدين في الميول..وهو ما يعني تأثر الشخص بالإنسان الذي أثر فيه تأثيرا كاملا..وقد يكون هذا التأثير محددا أو جزئيا في شيء ما..أو صفة ما..أو سلوك ما..وهو ما يحدث في معظم الأحوال..

والتقليد سواء كان واضحا أو غامضا موجود في جميع الطبقات وفي جميع المجتمعات على مختلف طبقاتها وأنواعها..غير أننا نتمنى أن يكون التأثر والتقليد قاصرا على السلوكيات والصفات الايجابية دون غيرها من الابتكارات والأفكار التي قد لا تتفق مع قيمنا أو مبادئ ديننا الإسلامي الحنيف الذي يدعونا إلى كل القيم الإنسانية السامية..

وينبغي للإنسان العاقل أن يهذب هذه الملكة النفسية ويقتصر فيها على تقليد الأشياء والسلوكيات الصالحة ويقول المثل الشائع(قل لي من تعاشر أقول لك من أنت)..ونحن نقول لك:قل لي من تقلد لأقول لك من أنت..

Publicité
Commentaires
Publicité
Publicité