Canalblog
Editer l'article Suivre ce blog Administration + Créer mon blog
Publicité
ESPOIR
11 mai 2008

كيف تنسجم مع الناس وتؤثر فيهم

لعلك وللمرة الأولى تسمع فيه عن الشخصية المنسجمة وتظن لأول وهلة أنها تلك الشخصية القادرة على التواءم والتوافق والانسجام مع الناس..

وقد تكون على صواب في استنتاجك ولكن هذه الشخصية قبل أن تصل لمرحلة الانسجام والتوافق بين الناس وصلت إلى مرحلة الانسجام مع ذاتها في كل شيء..انسجام بين الجسم والعقل والروح وهو ما نسميه انسجام الملكات لأنه ثبت أن إهمال إحدى هذه القوى الثلاث من قوى الإنسان الرئيسية أو كبتها سيؤدي إلى صراع نفسي يظهر بصور شتى.فالذين يهملون الجانب الروحي كي يوزعوا جهودهم على الناحية الجسمية والذهنية يحسون بشقاء داخلي ونوبات من عدم الرضا يعجزون عن فهم أسبابها؟؟ وها نحن نذكر لهم السبب بوضوح وبكل صراحة..والذين يهملون تغذية عقولهم تنحرف طاقتهم الذهنية إلى سبل الشر، وإذا أهملوا حق أبدانهم عليهم انتقمت منهم أبدانهم بمئات الصور المرضية المعروفة..

أما الجانب الروحي فهو الجانب المؤثر في الإنسان نفسه والذي يستطيع به أن يؤثر في الناس المحيطة به والذين يستطيع التأثير عليهم بحكم موقعه بينهم، لذلك أؤكد على أن تقوية الجانب الروحي ضرورة لنا جميعا.وينبغي علينا إدراك عدة نقاط مهمة ومراعاتها في كل تصرفاتنا منذ هذه اللحظة:

* يجب أن نعرف الحقائق التي تتصل بسلوكياتنا وعادتنا وتصرفاتنا ونتقيها وأن نواجه تلك الشوائب بصراحة وحزم..

* ينبغي علينا الالتزام تماما بأحكام ديننا الإسلامي الحنيف وعقيدتنا وألا نحاول أن نفرضها فرضا على الآخرين..بل نفرضها على أنفسنا.

* لنتذكر دائما أنه ينبغي علينا أن لا نحيد عن مثلنا العليا في كل الأعمال الصغيرة قبل الكبيرة، كما ينبغي أن نمزج نواحي الإحسان والعطف بحياتنا فلا نقصرها على ناحية واحدة أو مواسم معينة لعمل الخير..

* يجب أن نبتعد عن الزهو أو الغرور لأنه يشل الجانب الذهني في الإنسان ويوقف نموه أكثر من زهوه وغروره..وإذا أحسست وقتا ما بأنك أرقى تفكيرا وأكثر ذكاء من رفاقك وأصدقائك عليك أن تتذكر فورا بأن أذكى بني البشر مازالوا يقفون حتى الآن حيارى يجهلون كيف يفسرون الكثير من الحقائق الكونية.

عليك يا صديقي أن تتجنب تمام الحكم على الناس أو نقدهم ما دمت لا تستطيع أن تعرف ظروفهم الداخلية..وأن تقوي ثقتك بنفسك بشكل دائم ومستمر، وإذا كنت مثلا أضعف ذكاء من مخالطيك من الرفاق أو أقل منهم في شيء ما فهذه هي الطبيعة الإنسانية، أنت أقل من الآخر في شيء وأكثر منه في أشياء وعليك أن تفتش في داخلك عن صفات حسنة تحثك على التشجيع وستجد عندك ما يوازن هذا النقص إذا شعرت به وسيعيد إليك ثقتك لأنه من نعم الله على الإنسان أنه حيث يوجد عجز في ناحية ما فانه توجد عدة عوامل أخرى تعوض هذا العجز...

وعليك يا صديقي المنسجم مع نفسه أن تنسجم تلقائيا مع الناس ما دمت قادرا على التأثير فيهم وأن تحدد أهدافك لأن الحياة الناجحة الهادئة تلتزم تحديد الأهداف التي تشبع مطالب الطبيعة الإنسانية ذات الشعب الثلاث (الجسم-العقل-الروح) على أن يطبق ذلك كل إنسان حسب ظروفه وإمكاناته.ولكن هناك خطوطا عريضة يمكن أن تصلح هدفا لكل إنسان مهما كانت إمكاناته وقدراته فهو قادر على تحقيقها،منها على سبيل المثال لا الحصر:

- السعي إلى الظفر بالنجاح في الحياة العملية بدرجة جيد ولا ضرورة لدرجة جيد جدا أو ممتاز وهذا النجاح يستلزم الاستقلال الكامل لطاقة الإنسان.

- محاولة فهم العالم الذي نعيش فيه وإدراك الرسالة الإنسانية الملقاة على عاتقنا وأن نتعامل كانسان خلقه الله للعبادة والعمل الصالح في الحياة الدنيا.

- تحقيق السعادة العائلية في منزل يضم زوجة صالحة وأبناء يفخر بهم الإنسان ويزهو لأنه استطاع أن يقدم للمجتمع أفرادا صالحين ومنتجين يعرفون حق ربهم وحق البشر الذين يتعاملون معهم.

وثق أن بتحقيق هذه الأهداف الثلاثة تكون قد حققت الإشباع الكامل لجسدك وعقلك وروحك بتوازن يجعل السعادة تحل محل أي شعور آخر قد ينتاب الإنسان وهذه المعادلة قادرة على التأثير في الناس والأخذ بها وعليك فقط أن تكون القدرة لهم في ذلك.

Publicité
Commentaires
Publicité
Publicité