Canalblog
Editer l'article Suivre ce blog Administration + Créer mon blog
Publicité
ESPOIR
18 mai 2008

متعة اسمها المعروف

هل تعرف المتعة التي يستمتع بها الإنسان الناجح القادر في التأثير الايجابي في الناس؟أنها تقديم المعروف وخدمة الآخرين والخجل من أن يتلقى عونا من أحد..أنه يرى من النبل والرفعة أن يضع المعروف للناس لوجه الله ويرى أنه من النقص والخسة أن ينتظر منهم المعروف.

وأنت يا صديقي إذا أردت أن تسعد في معاملاتك مع الناس فلتكف عن التفكير في أمر الإقرار بالجميل أو أفكاره وليكن ما تقدمه من خير خالصا لوجه الله ولإسعاد نفوسنا بإسعاد الآخرين.

وثق يا صديقي أن نكران الجميل شيء طبيعي كالأعشاب التي تنبت في الأرض والاعتراف بالجميل كالورود التي لابد من تعهدها بالرعى والعناية والحماية حتى تترعرع وتزدهر..والعاقل لا ينتظر أبدا أن يعترف أحد بجميله أو أن يقابل إحسانه بمثله، فان حدث ذلك على غير انتظار فلاشك في أنه سيكون مفاجأة سارة أما إذا لم يحدث فانه لن يكون من مدعاة للغضب أو الندم أو الهموم.وهناك الآلاف من البشر يلقون بأنفسهم في شقاء التفكير في نكران جميل الآخرين ولو أنهم راجعوا عقولهم لآثروا صنع الجميل والخير متفادين بذلك ما هم فيه من هموم وأحزان..وثق أن هذا السلوك النبيل مؤثر، ولو سار في المجتمع لما وجدنا الكثير من المشكلات الطافية التي تؤرق البعض، وإذا أردنا أن يكون أبناؤنا مقرين بالجميل معترفين بأفضالنا عليهم ينبغي أن نكون نحن كذلك مع الآخرين..وبهذا فقط نؤثر في أبنائنا لأن الطفل منذ أن يحبو إن لم يكن قبل ذلك آذانا واعية ومستعدا للنقل والتقليد فهو يلاحظ كل كلمة يتفوه بها أبوه أو أمه أو إخوانه أو جيرانه، ولذلك ينبغي أن نعنى بتوجيه الشكر على الأقل أمامهم لكل شيء يقدم لنا وألا نتحدث بسوء عن شخص عاملنا معاملة طيبة وبذلك نكون قد أثرنا فيهم تأثيرا ايجابيا وغرسنا في نفوسهم قيم الوفاء ونعودهم على مقابلة الإحسان بالإحسان وأعود وأقول لك يا صديقي لماذا لا تكون واقعيا مثل الحاكم الروماني "ماركوس اورليوس" الذي كتب في يومياته أنه يقابل يوميا أناسا كثيرين هم صورة مجسمة للأنانية والأثرة وحب الذات ونكران الجميل..ولكنه لا يندهش أبدا لرؤيتهم ولا ينزعج لمفاجأتهم..ويؤكد أنه لا يستطيع أن يتخيل الدنيا بغير أمثال هؤلاء الناس.

ولتكن متعتك قاصرة على تقديم المعروف، وإذا كنت أنت أو أنا أو كثيرون مثلنا لا نكف عن التذمر والشكوى من نكران الجميل فمن المسئول..؟

وعلى من يقع اللوم؟..أعتقد أنك تعرف الإجابة جيدا..

ويبدو أن متعة تقديم المعروف لابد وأن يواكبها ترويض النفس على سياسة تقبل نكران الجميل، وعلى الرغم من أنها سياسة يصعب تحقيقها ولكن لا..إنها الوسيلة الوحيدة والعملية لتحقيق السعادة التي نتوق إليها جميعا ومهما يكن من شيء عليك أن تدرك يا صديقي أن الاعتراف بالجميل ثمرة تربية وتهذيب وتكوين وهو ما لا يمكن أن يوجد إلا مصادفة بين عامة الناس.

اعتبر ذلك سمة من سمات الطبيعة البشرية وتعامل معها على هذا الأساس وضع في اعتبارك أن هذه الطبيعة لا تقر بالجميل بعد أدائه وأنك ستكون مخطئا أشد الخطأ إذا انتظرت شكرا ممن تؤدي لهم بعض الخدمات أو تسدي لهم معروفا..

سر على هذا المبدأ وليكن تقديم المعروف مجرد متعة تستمتع بها دون منغصات وستجد الأثر السحري لهذا المبدأ في التأثير في الناس.

Publicité
Commentaires
R
قال سبحانهوتعالى: {لا خَيْرَ فِي كَثِيرٍ مِنْ نَجْوَاهُمْ إِلَّا مَنْ أَمَرَ بِصَدَقَةٍ أَوْ مَعْرُوفٍ أَوْ إِصْلاحٍ بَيْنَ النَّاسِ وَمَنْ يَفْعَلْ ذَلِكَ ابْتِغَاءَ مَرْضَاتِ اللَّهِ فَسَوْفَ نُؤْتِيهِ أَجْراً عَظِيماً} (النساء:114)<br /> وقالكذلك<br /> {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا ارْكَعُوا وَاسْجُدُوا وَاعْبُدُوا رَبَّكُمْ وَافْعَلُوا الْخَيْرَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ} (الحج:77
Publicité
Publicité