عامل الناس على قدر عقولهم

قال رسول الله صلى الله عليه وسلم في حديث شريف:"أمرت أن أخاطب الناس على قدر عقولهم" صدق رسول الله صلى اله عليه وسلم، وعلينا جميعا أن نقتدي بسنة رسول الله عليه أفضل الصلاة والتسليم، ونعامل الناس على قدر عقولهم وسنؤثر فيهم تأثيرا ايجابيا طيبا..ويجب أن تتعرف يا صديقي على عقول الناس وعلى عقلك أنت ولابد أنها تنتمي إلى أحد المستويات الأربعة التالية، وهي:

- المستوى الأول من العقول والذي نجد أصحابه يعارضون أي اقتراح وكل اقتراح يعرض عليهم مهما كان هذا الاقتراح ولا يسمعون إلا لآرائهم واقتراحاتهم ويسميهم البعض بأصحاب العقول المقفولة..

- المستوى الثاني من العقول وهو الذي نجد أصحابه يصغون لكل اقتراح ولكنهم لا يقتنعون إلا بالبرهان الكامل ويسمونه بالعقل المفتوح.

- المستوى الثالث من العقول وهو الذي نجد أصحابه يصغون لما يعرض عليهم من اقتراحات وآراء ويثقون بما يعرض عليهم وهم مستعدون للاقتناع عند أول برهان تبديه لهم لأن عقولهم طيعة..

- والمستوى الرابع من العقول وهو الذي نجد أصحابه في حالة سلام يتابعون الآراء والمقترحات من غير مناقشة أو تردد وبغير برهان ماداموا يثقون بك.

ويمكن أن تعامل النمط الأول على طريقة –ديل كارينجي- أظهر الاهتمام بهم وأشعرهم بأهميتهم واجعلهم يقولون كل ما لديهم ولا تجادلهم وأقنعهم بأن أي فكر أو رأي هو نابع من آرائهم وفكرهم وتأكد دائما وأنت تتعامل مع هذا النمط من العقول بأن المخطئ يمكن أن يلومه كل إنسان إلا نفسه فلا تلومهم وتذكر أن اللوم كالطيور القريبة من ديارها ترتد دائما إلى ديارها، وعليك أن تجيد معرفة مفاتيح تلك العقول المقفولة أولا، وكل إنسان له مفتاح فهذا مفتاحه الإطراء وذلك الاهتمام به ورعايته وثالث مفتاحه أن تساعده وهكذا.ولتحاول أن تعدد الصفات الطيبة فيهم كي تكتسب ثقتهم وتؤثر فيهم ايجابيا وأن تمنحهم تقديرك المخلص المنزه وكن مبذرا في مديحك لهم مسرفا في تقديرك لأهميتهم وعندها سيذكرون كلماتك سنوات طوال حتى بعد أن تنساها أنت..

ويمكن أن تتعامل مع النمط الثاني وهم أصحاب العقل المفتوح كما يطلقون عليهم والنمط الثالث وهم أصحاب العقل الطيع بأسلوبك الهادئ المتزن الحكيم وكل ما تحتاج إليه معهم هو قوة الحجة والقدرة على الإقناع.

وان تستخدم الكياسة في التعامل في كل هذه العقول باختلاف اتجاهاتها، والشخص الكيس هو الذي يستطيع أن يتعامل مع كل العقليات دون مشاكل، وإذا صادفته مشكلة رغما عنه تمكن من حلها دون إثارة لمزيد من المتاعب ومن أهم العوامل التي تساعد على ذلك حسن فهمك للناس عامة وطريقة فهمنا للناس هي التي تعين وتقرر مدى نجاحنا في التعامل مع الناس من عدمه.. ومدى قدرتنا على التأثير في الناس ايجابيا أو سلبيا وهي التي تعين وتقرر مدى توفيقنا في اختيار الصديق الذي يعيننا على التقدم والتوفيق في بلوغ غايتنا من الحياة من عدمه وهذا الفهم هو الذي يعيننا ويقرر مدى توفيقنا في اختيار شريك الحياة وتمتعنا بحياة عائلية سعيدة من عدمه..وكل هذا يتوقف على مقدار فهمنا لعقول الآخرين وقدرتنا على أن نعامل الناس بقدر عقولهم.

بقي أن نقول أن علينا أن نسأل أنفسنا ونجيب بكل أمانة وصراحة أي نوع من مستويات العقول الأربعة نكون..فإذا كنت من المستوى الأول فعليك أن تفتح عقلك تنفتح لك مغاليق العقول وأحبب الناس تفتح لك مغاليق القلوب ومتى فتح لك إنسان عقله وقلبه ما أسهل أن تتعامل معه وتؤثر فيه.