Canalblog
Editer l'article Suivre ce blog Administration + Créer mon blog
Publicité
ESPOIR
27 mai 2008

فن المواجهة مع المعارضين

لا يستطيع أي إنسان مهما بلغت قدراته أن يرضي الجميع فلابد من فئة قد تكون قليلة أو كثيرة حسب الإنسان وموقعه وموقفه وسلوكياته مع الناس، وهذه الفئة لن ترضى عن الإنسان مطلقا ولا تكاد تخلو حياة أي إنسان من حساد أو منافسين أو أعداء..ولاشك أن الشعور بالنفور والبغض من هؤلاء ومحاولة الرد عليهم وردعهم شيء طبيعي بحكم الطبيعة الإنسانية..

وقد يكون الشعور الناتج من إيذاء هؤلاء شديدا يستبد بالإنسان إلى حد يجعل حياته كلها جحيما لا يطاق، ويضطرب تفكيره وتسوء علاقاته بأقاربه وأصدقائه وبكل من له اتصال بهؤلاء الحساد أو المنافسين أو الأعداء..

ويصبح موقف الإنسان الذي يتعرض لهذا الإيذاء صعبا جدا وخاصة إذا لم يستطع أن ينفس عن نفسه ويبعد عن مخيلته صور هؤلاء الذين يعتقد أنهم خدشوا كرامته أو اغتصبوا حقا ثابتا لهم،أو نسبوا إليه من التهم ما هو منها براء.ولو علم هذا الحاقد أثر ما فعله ستزيد شماتته..ولكن إذا ما سلك الإنسان مسلكا آخر وكان قدوة فيه وترك هؤلاء وشأنهم ليموتوا بغيظهم منه لكان له شأن آخر في التأثير الايجابي في الناس ويكون قد ضرب مثالا للتسامح والصفح..

ومن المبادرات الظريفة التي أتذكرها ما قام به معهد الدراسات الإنسانية بنيويورك في محاولة منه لتحسين سلوكيات أهالي المدينة والارتقاء بهم..حيث قام بتوزيع بطاقات على الأهالي مكتوب فيها:

إذا أهانك أحد صغار النفوس، وإذا أراد أناني حقود أن يستغلك، فاكتف بأن تمحو اسمه من قائمة أصدقائك ولكن حذار أن تكن له في نفسك شيئا من الحقد أو العداوة أو البغضاء فان ذلك يضرك ويؤذيك أكثر مما يضره هو ويؤذيه.

واجه معارضيك بإهمالهم، إنها نصيحة خالصة تخلصك من متاعب صحية ونفسية لا حصر لها..وفي بحث لمعهد الدراسات الإنسانية وجد أن أكثر من 98°/° من حالات ارتفاع ضغط الدم وأمراض القلب سببها الاندفاع في طريقة الحقد والانتقام.

وتذكر دائما يا صديقي أن الصفح والتسامح من أهم عوامل النجاح في الحياة العملية، وليس أمرا غريبا أن يخطئ الناس في حقك ولا أن يحاول إنسان أن يخطف لقمتك من فمك..لا تعتبر ذلك ضررا لك ولا تواصل التفكير في الانتقام لأنك إن فعلت ذلك ستخسر أكثر مما فقدت..

ومن العوامل التي تساعد الإنسان على أن يصفح ويتسامح وينسى أعداءه وأخطاءهم معه أن يكون له هدف واضح وصحيح في الحياة يركز تفكيره كله في بلوغه ويعتبر ما يحدث من حساده أو نقاده أو أعدائه مجرد عثرات عليه أن يتخطاها..سئل أحد الحكماء عن رأيه في معارضيه وحساده فأجاب:'' لم يترك لي اهتمامي بهدفي وتحقيق رسالتي وقتا للكراهية أو الحقد..".

وأفضل ما يمكن أن تفكر فيه تجاه معارضيك ألا تلومهم ولا تحقد عليهم مهما كانت خطيئتهم كبيرة تجاهك، فلندع بغض أعدائنا ولنعف أنفسنا من التفكير في الانتقام وإلا أذينا أنفسنا أكثر مما  أذانا به هؤلاء..

دعك يا صديقي ممن لا يحبونك ولا تفكر فيهم واترك حسادك وشأنهم يلحسون حسدهم وامض في طريقك مستخدما الصفح والتسامح سلاحك، وثق أنك ستؤثر فيمن حولك ايجابيا وستترك انطباعا طيبا لدى كل إنسان يتعرف عليك ويتعامل معك..

Publicité
Commentaires
O
Salam aleykoum wa rahmatoullah wa barakatouh, je voulais savoir si, incha Allah, tu pouvais traduire tes postes en français pour les non-arabophones, barakallahoufika.
Publicité
Publicité