بالإرادة تفعل المستحيل

هل تعلم ما هي الإرادة ومن أين تأتي ..وكيف تؤثر بإرادتك على الناس..يحسن أن أعود لإيضاح معنى كلمة إرادة..فالمصدر الأول للإرادة كلمة"أريد" فهي كلمة عائدة على قوة الإرادة والعقل..

واعلم يا صديقي أن من أراد أمرا فإرادته تحمله على عمله بل وتسهل له العمل وتهون عليه المصاعب..وكل من يستطيع أن يكون مؤثرا وقويا بإرادته.وليس في الكون أحد له الحق في أن يحرم إنسانا من إرادته مادامت مشروعة وفي حدود الشرائع السماوية وما يتفق عليه المجتمع من قيم. والشخص ذو الإرادة هو من يكبح جماح أهوائه فخضعت له قبل أن يسعى إلى استدناء الحظ والوقوف به لدى أعتابه.

فنرى صاحب الإرادة راسخا كالطود مهما توالت العواصف والرعود والبرق.نراه ينظم أفكاره ويضبطها في انسجام وهو يحاذر أن يفرقها هباء فيذهب بفاعليتها دون جدوى..ويحشد إرادته هذه في نظام رائع عندما يدعوه داعي الدفاع والجهاد..ونراه يدري دائما ما يريد..ويمحص الأشياء ويعرضها على محك العقل أولا ليفصل فيها ما بين الغث والسمين.لذلك نرى صاحب الإرادة الفذة مطمئنا للنتيجة مهما اعترض سيرها من عراقيل وصعوبات..وفي أسرار تأثير صاحب الإرادة على الآخرين أنه لا يستفزه شيء ولا يقلق نفسه الهادئة، فهو يثق من النصر في النهاية لأنه يريد ويعرف ما يريده، ولا يزيف عواطف قلبه ولا يلبسها رداء يتنافر والحقيقة الناصعة، ينبض قلبه الكبير دائما بالعواطف السامية.

وتأثير صاحب الإرادة القوية تأثير بين على الآخرين لأنه يعرف كيف يتصرف في الظروف القاهرة ويتكيف ويكيف مظهره على مقتضى الأحوال والأزمان، يلين دون ضعف، يرغب عن المستحبات ويزهد عن الرغائب..وينتظر حيثما يجب الانتظار دون أن تنال العوائق من نفسه، يعرف ما يرد..ماذا يريد حق المعرفة، يواجه المشكلات والمتاعب والصعوبات ولا تلبث إرادته الناصعة أن تظهر بوضوح وجلاء وكأنه يفعل في مواجهة تلك الأزمات ما يفعله الخمير في العجين على رأي المثل العربي الشهير..حيث يغيرها على الشكل الذي يريده ولا يزأر ولا يحتدم غيظا، يتساقط منه الكلام بهدوء فيقع في الآخرين موقع البلسم من الجرح.

وفي معظم الأحوال تلاحظ في صاحب الإرادة القوية أن في نظراته جاذبية وفي لحاظه نعومة وحلاوة لها شأن في جذب القلوب إليه والتأثر به.

وفي حالة استشارته نجد أن رأيه صائب، وله كلمته المسموع المقنعة، نظراته معبرة عن ما بداخله، وإذا ما نظر إليه شخص ما فانه يشعر بأنه يحمل إليه الود والدفء والنور والحرارة والحب في آن واحد..

إلى جانب الظرف والنبل بعيدا عن البهجة الفارغة..والغطرسة السمجة والابتذال المخجل..

والغريب في تأثير صاحب الإرادة القوية أن كل من رآه يقع في أسر لطفه ويستزيد من كياسته وعذوبة حديثه..ونلاحظ أن الأفكار الكبيرة تصدر منه منظمة منسقة.وكل ما تستشفه في نفسك تجاهه هو اللطف والإيناس والظرف والكياسة التي تسترق قلبك وتملك عليك مشاعرك لأنك تقرأ صفاء قلبه في عينه فتأنس إليه وتقبل بجملتك عليه متأثرا به تأثيرا قويا لا يلين.