الشخصية القوية مؤثرة بشروط

مما لاشك فيه أن الشخصية القوية شخصية مؤثرة في كل المتعاملين معها ولكن هناك عدة شروط يجب توافرها كي تصبح هذه الشخصية مؤثرة ايجابيا فقط في الآخرين، وهذه الشروط تكمن في معرفة الإنسان بكيفية تهذيب هذه الشخصية وتنميتها.

وهناك عدة جوانب ايجابية في الشخصية القوية المؤثرة يجب الحرص عليها وتنمينها وأهمها:

* احترام النفس..لأن الإنسان إذا لم يحترم نفسه فلن يحترمه الناس، وأحد أسرار تأثير الشخصية القوية في الآخرين هو الاحترام الشديد للنفس وإقامة حاجز من التحفظ النفسي ما بين الفرد وبين من هم أقل منه إدراكا وأضأل عقلا وأضعف شخصية وخلقا، والتعامل معهم بأسلوب يتسم بالاحترام المتبادل، واحترام النفس أيضا يعني تجنب المجون واتقاء شر التبذل وعدم الاسترسال في المزاج وإتباع روح الجد والظهور على الدوام بمظهر الوقار والرصانة دون تعقيد في الشخصية..ويعني احترام النفس ألا يتطور هذا الشعور إلى أن يبلغ حد الغطرسة أو الكبرياء..بل يتسم دائما بالتواضع والتودد للناس ويجب أن يكون الشعور بالكرامة نقيا سليما يقترن فيه الترفع بالتواضع والشدة باللين عن الاقتضاء.

وثق يا صديقي أن احترام النفس لن يكون عميق الأثر في الناس إلا متى تجلى في احتقار التملق وازدراء المداهنة وكره التمسح بذوي الجاه والنفوذ، وهذا أيضا لا يعني التخلي عن أسلوب المدح الحقيقي المبني على الواقع والذي يجعل الناس يشعرون بأنك تقدر قيمتهم.

* الصراحة في القول..من أهم ما يميز أصحاب الشخصية القوية المؤثرة.وهذه الصراحة دليل من أدلة الإباء وعزة النفس وعلو الهمة وحب الاستقامة، بينما أساليب المراوغة والمماطلة والتسويف وإخلاف الوعود والتردد في إبداء الرأي الحاسم أو كتمانه فهي من أدلة ضعف الفكر وضعف الخلق.ومعظم الناس في الغالب لا يصارحون الغير برأيهم خشية أن يجدوا معارضا لذلك الرأي. وقد تختلف نسب المصارحة باختلاف القدرة على تحمل نتائجها، والمهم أن يوفق الإنسان ما بين قدرته على المصارحة ومدى استعداده لتحمل نتائجها.

* الثبات على المبدأ..من أهم السمات التي تجعل الشخصية القوية شخصية مؤثرة ايجابيا في الآخرين ولا ريب أن الثبات على المبدأ من أظهر سمات الشخصية القوية المؤثرة والتي يكون حب الحق من أخص صفاتها.وصاحب هذه السمة تبدو قوته في استمساكه بفكرته وثباته عليها وصلابته في الدفاع عنها.ويجب أن نفرق جيدا ما بين فضيلة الثبات على المبدأ ورذيلة التعصب للمبدأ وهذا خلط شائن يجب التنبه له، لأن الثبات على المبدأ قوة ايجابية تنبع من الفكر لتستقر في العاطفة، بينما التعصب للمبدأ قوة سلبية تنبع من العاطفة لتستقر في العاطفة وهو ما لا يعرفه أكثر الناس.والثبات على المبدأ يكون للغاية عندما يكون مصحوبا برغبة الإنسان الشديدة في الإذعان للحق متى اهتدى إليه بعد تفكير طويل.وهذا الإنسان صاحب الشخصية القوية المؤثرة ايجابيا لا يثبت على مبدأ معين إلا ليقينه بأن هذا المبدأ هو الحق.

وثق يا صديقي أنه بقدر ما يشترك الفكر في تكون المبدأ يكون خط المبدأ في التوطد على أساس الحق..وبقدر ما تشترك العاطفة في تكوين ذلك المبدأ يكون حظه من الرسوخ على أساس الباطل وذلك لأن العاطفة تأخذ الظواهر وتخدع بالألوان وتفتن بالصور، لذلك يجب أن يكون الفكر هو القائد للمبدأ، وهو ما يجعل أصحاب المبادئ أكثر تأثيرا على الناس من أصحاب الشعارات بمراحل..