Canalblog
Editer l'article Suivre ce blog Administration + Créer mon blog
Publicité
ESPOIR
13 juin 2008

عادة الهدوء وقوة الإرادة

ليكن في معلومك أن هناك عادات تسيء إلى الإرادة وتوجيهها، وتمنعها من القيام بوظيفتها في حكم النفس والتوفر على إصلاحها وإصلاح حالها.

وتحصل هذه العادات من حركات عفوية لا إرادية تتحول بفعل التكرار إلى حاجات جسدية أو عقلية.

ولا تستطيع الإرادة أن تزيل هذه العفويات دفعة واحدة، ولكن إعمال الفكر الجاد فيها من جهة، والاستناد إلى الرغبة الدائمة في حل القضايا من جهة ثانية، أمران يؤديان بلا شك إلى الانعتاق من عادة جد مضرة.

والواقع أن أفضل ما يختطه المرء من مناهج وخطط لحكم نفسه، إنما يتم في تأسيس"عادة الهدوء" واصطناع كل الوسائل لتحقيقها،فالانفعال والنرفزة والاهتياج وما إليها من حالات لا فكر وراءها، تمنع الإنسان من الهدوء الداخلي العميق المثمر، وتزيد في بلبلة كيانه النفسي واضطرابه، وإدخال الفوضى في ذهنه ونواحي نشاطه.

فاعمل على أن تهدأ، وعلى أن تقاوم الاضطراب الخارجي بتحكيم العقل في كل ما يحدث لك من انفعالات، لأن الإرادة لا تملك أن تعمل في جو صاخب مضطرب، ولا يمكنها أن تقاوم وهي ضحية المشاحنات والمناقشات والثرثرات والضغوطات.فكيف إذا تجلب الهدوء و تستقر في كنفه..

إن أول ما يجب عليك عمله هو أن تضع في ذهنك أن الهدوء لا يأتي من الخارج، وان تتجنب الاعتقاد بان أسباب الاضطراب تزول من تلقاء نفسها، فالحياة،حياة كل إنسان، كائنا كان، تعج بالمفاجآت والسقطات والأوجاع والنكبات والإشجان والأحزان..

والإنسان الرزين الرصين يقابل هذه الأحداث بمقاومة نفسية داخلية وينزع عنها معظم تأثيرها في أعضائه وتصرفاته، فهو ينتظرها، من ناحية، بقدم ثابتة وجلد عظيم، ويعتبرها من ناحية ثانية، عدوا لدودا لا مفر من مقاومته للتغلب عليه للسير نحو أهدافه الخيرة، والتغلب عليها بأناة وروية، وأن أصيب منها بجراح وآلام.

وهذا يعني أن استجلاب الهدوء إنما يتأتى عن حالة نفسية هي "العزيمة" الراسخة المكينة على أن لا يترك المرء نفسه تتأثر بالصعاب والعقبات.

وإذا كان من نصيحة نسديها، فلكل شخص ضعيف الإرادة نقول: ثبت قدميك إذا، وسر نحو هدفك، ولا تلتفت إلى المصاعب مهما كان نوعها، ومن أي جهة أتت.

Publicité
Commentaires
Publicité
Publicité