Canalblog
Editer l'article Suivre ce blog Administration + Créer mon blog
Publicité
ESPOIR
18 juillet 2008

كيف تكسب الناس وتؤثر فيهم؟

كي تكسب معاركك وتؤثر في الخاسرين..عليك أولا ألا تعتبر ما يحدث بينك وبين أي إنسان معركة..بل مجرد مباراة..ولابد للفائز أن يذهب للمهزوم ويحييه لأنه أبلى بلاء حسنا..ولابد للمهزوم أن يهنئ الفائز على فوزه..

وإذا جاءك شخص ما غاضبا أو ثائرا..أو وجدت إنسانا بلا سبب يتصرف معك تصرفا لا تتوقعه إطلاقا..هل تقابل ما يفعله برد فعل مساو للفعل..هل تطبق مبدأ العين بالعين..والسن بالسن فورا دون مناقشة..؟ دعني أقل لك كيف تكسب المباراة وتجعل الطرف الآخر يأتي إليك مهنئا؟

قد تكون هناك عدة أسباب تجعل أي شخص يتصرف تصرفا غير لائق أو غير متوقع معك أو معي أو مع أي إنسان..ربما يرجع ذلك إلى شيء قلته أو فعلته وربما يرجع أيضا إلى اعتقاده بأنك قلت هذا أو تصرفت كذلك..وربما أخبره أحد عن طريق الخطأ بمعلومة خاطئة..فاندفع قبل أن يتبين صحتها من عدمه..وربما أشياء كثيرة وربما كان من أصحاب الخيال المتعب الذي يصور له الإساءة دائما..

ولكن مهما كان السبب سواء كان حقيقيا أو لا يمت للواقع بصلة في مصلحتك أن تكسب هذه المباراة وتبدد ذلك الغضب فورا وتحوله إلى إنسان طبيعي على الأقل..حتى تتمكن من استعادة علاقتك به، ولن يتم ذلك إطلاقا قبل أن يستعيد هو زمام نفسه أولا..

وعلى سبيل المثال لا الحصر عندما يغضب منك جارك لسبب ولآخر..ويأتي إليك ثائرا فليس أمامك سوى أحد الخيارين..إما أن تثور ثائرتك وتواجه غضبه بغضب وإما أن تتخذ بعض الخطوات المهمة والفعالة والمؤثرة التي بها تستطيع أن تبدد غضبه وتملك زمامه.

بالنسبة للخيار الأول..وهو إذا واجهت غضب جارك بغضب مماثل وهو الأمر الذي يتوقعه منك سوف يفلت من يدك زمام السيطرة على الموقف تماما ولن تزيد الأمور إلا سوءا ولن تكسب إذا استدرجك كي تفقد أعصابك..لأنك إن فعلت ذلك فانه سيكون الهازم وأنت المهزوم بصرف النظر عن النتيجة النهائية لموضوع الخلاف بينكما..ستكون أنت المهزوم لأنك أثبت أنك تعاني من نقص شديد في انضباطك الذاتي بعد التحكم في أعصابك والسيطرة عليها..

بالنسبة للخيار الثاني..دعني أقل لك ماذا يحدث إذا لم تواجه الغضب بالغضب؟..هل تعتقد أن الطرف الآخر سيفوز بصورة تلقائية بنتيجة المباراة بالطبع(لا) فأنت ستفوز بالتأكيد بنتيجة المباراة إذا لم تفقد أعصابك وتحاول الانتقام..هل تعرف لماذا..إن القتال يحتاج إلى طرفين، وعندما ترفض أن تغضب سيلتهم غضب الطرف الآخر نفسه وسيدرك هو أنه لن يجد ما يفعله سوى أن يضرب رأسه في أقرب حائط..ويحاول أن يتخذ أسلوبا آخر بخلاف الغضب لحل مشكلاته معك..وأفضل طريقة للتأثير عليه وتبديد غضبه هي أن تستجيب له برد فعل ودود وعطوف ولا تفقد هدوءك أبدا..ولا تقل شيئا مطلقا إلا عندما تجده وقد تمالك نفسه تماما..وبعد أن تثق أنه قد هدأ تماما.يمكنك أن ترد عليه بهدوء ولين..لأنك حين تتكلم معه بنبرة هادئة لينة تكون بذلك قد ضربت عصفورين بحجر واحد..

لا..تكون قد ضربت ثلاث عصافير بحجر واحد..الأول: هو أنك نجحت في أن تهدئ من روعه والثاني: أنك استطعت أن تحمي نفسك من الوقوع في براثن الغضب والثالث: وهو الأهم أنك استطعت أن تسيطر عليه وتؤثر فيه وتجعله يغير من أسلوبه الذي بدأ به الشجار معك وأن ما فعلته معه لا يخرج عن كونك برفضك الشجار معه تكون قد نجحت فعلا في السيطرة على أعصابك وبرهنت لنفسك أنك تتمتع بانضباط شديد في ذاتك وأنك شخصية مؤثرة فعلا وشخصية راقية متطورة غير مندفعة ولا متهورة. وعند حديثك بهدوء ولين فانك جعلته يشعر بالحماقة بينه وبين نفسه لذلك يكون رد الفعل معاكسا وسرعان ما يعود إلى وعيه كي لا يلصق بنفسه صفة الحماقة..وسيتوق إلى أن يراجع الموقف إلى طبيعته بأسرع ما يمكن..وهذا يتوقف على الشخص ذاته.هل هو إنسان طبيعي جدا أم مريض بالغرور والكبرياء والعناد..

على كل إن الأسلوب الذي ذكرته سالفا هو ما أقره علماء النفس التطبيقي للتأثير على أي إنسان طبيعي سوي غاضب وتحويله إلى إنسان طبيعي سوي هادئ..وهذا الأسلوب يتلخص في الحرص على عدم الغضب في مواجهة الغاضب..بل احرص على أن تبقى هادئا واخفض صوتك عن عمد واحرص على ألا ترفعه فهذا سيحفز الشخص الغاضب على أن يخفض صوته بدوره ما دمت أنت تتكلم بصوت هادئ ولين..فان الآخر لن يستطيع أن يستمر في غضبه وانفعاله لوقت طويل..بل سيدرك خطأه.. ويعود إلى صوابه بعد فترة معتذرا عن أسلوبه حتى ولو كان على صواب في سبب المشكلة..وبهذه الطريقة تكون قد كسبت المباراة وجعلت المهزوم يهرول إليك مهنئا..

Publicité
Commentaires
Publicité
Publicité