Canalblog
Editer l'article Suivre ce blog Administration + Créer mon blog
Publicité
ESPOIR
19 août 2008

طريقة الزعماء في التأثير في الناس

يقال أن الزعماء هم أكثر الناس تأثيرا على المحيطين بهم، فهل تريد يا صديقي أن تصبح زعيما تؤثر في شعب بأكمله لا مجرد أفراد؟ وهل تعرف طريقة الزعماء في التأثير في الناس؟ فليكن هذا هو هدفك، والهدف غاية وأمل، وأكثر من حلم، انه حلم يراد تحقيقه، حلم محسوس يراد الوصول إليه، ولا يمكن لإنسان أن يفعل أي شيء قبل أن يحدد الهدف الذي يسعى إليه ويعمل له، والهدف ضروري للنجاح كالهواء للحياة ولا يمكن لإنسان أن يبلغ أحد غاياته وينجح في حياته إذا لم يكن له هدف معلوم، وإذا كان هدفك هوا لرئاسة أو الزعامة على المكان الذي أنت فيه سواء في العمل أو في النادي أو في المنزل أو حتى في الحزب الذي تنتمي إليه فلابد وأن تكون شخصيتك شخصية جذابة قادرة على التأثير في الناس بفعالية.

لقد كان في الماضي معروفا لدى الناس أن الرئيس أو الزعيم هو فقط الرجل الذي يتولى الحكم ويقود الجيوش ويحكم الأمم، وفي نهايات القرن العشرين أصبح مفهوم الرئيس أوسع بكثير، وأصبحت هذه الصفة تطلق على كل من يملك زمام الأمر في مجاله سواء في صناعة أو تجارة أو حرفة، ولكننا نبحث عن زعامة ورئاسة من نوع آخر، زعامة تفرضها الرجولة ويدفعها الإقدام وليس مجرد سيطرة فرد على جماعة من قومه بحكم المنصب أو المال أو الجاه أو النفوذ، تلك الزعامة التي يوفق إليها الكثيرين من شبابنا إن أحسنوا تفهم أسبابها ودرسوا مسالكها وبحثوا أصولها وطرقها بحيث يستطيع الإنسان أن يشعر بالأثر السريع الذي يحدثه فعله أو عمله أو قوله أو أي حركة من حركاته عند قومه وفي محيطه وبين جيرانه لأنه يؤثر فيهم تأثيرا قويا وبينا.

وأعتقد ويشاركني الكثير في هذا الاعتقاد أن الزعامات العلمية والثقافية ليست من الزعامات الشعبية، والدليل على ذلك انك تذهب إلى الطبيب تعرض عليه نفسك وتأخذ رأيه في مرضك ومثل هذا تفعله مع المحامي إذا دهمك إشكال مفاجئ، وقس على ذلك الكثيرين،..ولكن حين تذهب إلى الطبيب أو تزور المحامي فانك تكون مقتنعا تماما بسعة علمهما فيما تسألهما عنه وتدعوهما لمساعدتك فيما ألّم بك، ولكنك فيما عدا هذا لا تجد لهما أي تأثير في نفسك وفي سلوكياتك وفي كافة أحوالك الاجتماعية أكثر من تأثير أي شخص آخر، وهو ما يعني أن الزعامات العلمية والثقافية لا تأثير لها على الإطلاق في قيادة الجماعات وتسيير الشعوب إلا إذا كانت تلك الزعامة العلمية أو الثقافية عبقرية أو مبدعة عندئذ قد يكون لها من التأثير على شعوبهم وشعوب العالم أجمع أكثر من أي إنسان آخر، ولكن قد ينحصر التأثير في الاحترام والقدوة وتطويقهم بالمدح والثناء والإكبار، والطريف فعلا أن الشخصية المؤثرة تأثيرا قويّا والتي تستطيع أن تتزعم الناس لا تحتاج إلى العلم الوافر والحصول على أعلى الدرجات العلمية والدليل على ذلك أن هتلر كان جاهلا ولا يحمل الشهادة الابتدائية، وموسوليني كان أكثر حظا منه وحمل الابتدائية وحدها، ومعلومات ستالين لم تكن شيئا مذكورا في مجال العلوم المختلفة ومع ذلك كانت كل كلمة تصدر عن هؤلاء قانونا ودستورا ولا تردها ألف هيئة علمية..

وقبل أن أدعوك كي تصبح زعيما دعني أؤكد لك بأن كل إنسان موجه لما خلق له، وأن من يضع نفسه في غير محلها يفشل لا محالة، وأن من يريد تزعم الناس في جال ما عليه قبل كل شيء أن يستثمر مواهبه في ذلك لأن النجار البارع في عمله أقوى وأعظم وأبعد أثرا وأكثر زعامة في مجاله من السياسي الفاشل، والأمر يتطلب منك يا صديقي شخصية قوية جذابة وألا تعيش على هامش الحياة وأن يكون الفوز غايتك وثق أنه لا يفوز بالزعامة إلا المغامر البارع الذكي العارف لمحصلته، أما النجاح المؤقت لبعض المغامرين في أمور لا يحسنونها ليس إلا نجاحا مؤقتا لا يلبث أن يزول ويهمني أن أذكر أن الوصول إلى الزعامة في شيء شاق وعمل مضن وأنه لا يصل إلى المنزلة الأولى في الحياة إلا قليل من الناس لأنها تحتاج لمواهب خاصة لا توجد إلا عند القليل من البشر، ولكن السعي للزعامة دائما من الأمور المحمودة للشخصية المؤثرة ومن لم يصل إلى المرتبة الأولى فلا أقل من وصوله إلى الثانية أو الثالثة وهو أفضل بكثير للشخصية الطموحة المؤثرة من حياة لا غاية لها ولا أمل فيها.

والزعامة تمنح ولا تطلب ولا تغتصب، واعتراف الناس لشخص منهم بالتفوق والزعامة هو اختيار شعبي بإجماع الآراء وبدون استفتاء أو انتخاب وذلك الاختيار يفرض في هذا الشخص أن يقوم بتنمية بعض المواهب الخاصة مثل لباقة الحديث وكرامة النفس وحسن المعاشرة وصدق الوعد..العلم بما يدور حوله والجرأة والإخلاص فيما ندب نفسه له من خدمة لجماعته.وليس من المفروض أن يكون هذا الزعيم غنيا، فالزعماء في معظم الأحوال من عامة الشعب والزعامة تمنح لرجاحة العقل وقوة التأثير ووجود الشخصية القوية والحكمة فيأتي الناس ليأخذوا رأي ذلك الزعيم فيما يتعرضون له من مشكلات وخلافات لحلها..والزعيم دائما شخصية مؤثرة وقد يكون الزعيم رجلا كريما يقصده الناس لمساعدتهم أو يكون مخلصا في خدمة وطنه والتضحية في سبيل عقيدته وآرائه ومصلحة قومه وإذا جد لجد ترى الناس يزعمونه أمرهم وينزلون عن رأيه وخبرته.لأنه أقوى الناس تأثيرا عليهم.

Publicité
Commentaires
Publicité
Publicité