Canalblog
Editer l'article Suivre ce blog Administration + Créer mon blog
Publicité
ESPOIR
24 septembre 2008

صور من حياة نساء أهل الجنة – مريم بنت عمران

مريم بنت عمران

تبدأ قصة مريم عليها السلام حينما كانت أمها وهي من العابدات لا تحبل فرات يوما طائرا يزق فرخا له فاشتهت الولد فنذرت لله إن حملت لتجعلن ولدها محررا أي حبيسا في بيت المقدس .

فحاضت من فورها فلما طهرت واقعها زوجها فحملت بمريم عليها السلام: ((إذ قالت امرأت عمران رب إني نذرت لك ما في بطني محررا فتقبل مني انك أنت السميع العليم(35) فلما وضعتها قالت رب إني وضعتها أنثى والله أعلم بما وضعت وليس الذكر كالأنثى واني سميتها مريم واني أعيذها بك وذريتها من الشيطان الرجيم)) سورة آل عمران 35-36.

كانت امرأة عمران تود أن تلد ذكرا لكي تهبه لخدمة بيت المقدس، وقد استجاب الله دعاءها حينما قالت: (( واني أعيذها بك وذريتها من الشيطان الرجيم)) حيث ذكر عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال:"ما من مولود إلا والشيطان يمسه حين يولد فيستهل صارخا من مسة الشيطان إلا مريم وابنها" رواه البخاري ومسلم.

ثم ذكر أن أمها حين وضعتها لفتها في خروقها ثم خرجت بها إلى المسجد فسلمتها إلى العباد الذين هم مقيمون به، وكانت ابنة أمامهم وصاحب صلاتهم فتنازعوا فيها، والظاهر أنها إنما سلمتها إليهم بعد رضاعها وكفالة مثلها في صغرها.

ثم تنازعوا في أيهم يكفلها، وكان زكرياء نبيهم في ذلك الزمان، وقد أراد أن يستبد بها دونهم من أجل زوجته أختها أو خالتها على القولين فتحاشوه في ذلك وطلبوا أن يقترع معهم، فساعدته المقادير فخرجت قرعته غالبة لهم وذلك أن الخالة بمنزلة الأم.

وكان لها مكان في المسجد لا يدخله سواها فكانت تعبد الله فيه وتقوم بما يجب عليها من سدانة البيت إذا جاءت نوبتها، وتقوم بالعبادة ليلها ونهارها حتى صارت يضرب بها المثل بعبادتها في بني إسرائيل، واشتهرت بما ظهر عليها من الأحوال الكريمة والصفات الشريفة حتى انه كان نبي الله زكرياء كلما دخل عليها موضع عبادتها يجد رزقا غريبا في غير أوانه فكان يجد عندها فاكهة الصيف في الشتاء، وفاكهة الشتاء في الصيف فيسألها:

((أنى لك هذا)).

فتقول: ((هو من عند الله)) أي رزق رزقنيه الله.(( إن الله يرزق من يشاء بغير حساب)) فعند ذلك طمع زكرياء في وجود ولد من صلبه وان كان قد أسن وكبر:

(( هنالك دعا زكريا ربه قال رب هب لي من لدنك ذرية طيبة انك سميع الدعاء(38) فنادته الملائكة وهو قائم يصلي في المحراب أن الله يبشرك بيحيى مصدقا بكلمة من الله وسيدا وحصورا ونبيا من الصالحين(39) قال رب أنى يكون غلام وقد بلغني الكبر وامرأتي عاقر قال كذلك الله يفعل ما يشاء(40) قال رب اجعل لي آية قال آيتك ألا تكلم الناس ثلاثة أيام إلا رمزا واذكر ربك كثيرا وسبح بالعشي والإبكار(41) وإذ قالت الملائمة يا مريم إن الله اصطفاك وطهرك واصطفاك على نساء العالمين(42) يا مريم اقنتي لربك واسجدي واركعي مع الراكعين(43) ذلك من أنباء الغيب نوحيه إليك وما كنت لديهم إذ يلقون أقلامهم أيهم يكفل مريم وما كنت لديهم إذ يختصمون(44) إذ قالت الملائكة يا مريم إن الله يبشرك بكلمة منه اسمه المسيح عيسى ابن مريم وجيها في الدنيا والآخرة ومن المقربين(45) ويكلم الناس في المهد وكهلا ومن الصالحين(46) قالت رب أنى يكون لي ولد ولم يمسسني بشر قال كذلك الله يخلق ما يشاء إذا قضى أمرا فإنما يقول له كن فيكون(47) ويعلمه الكتاب والحكمة والتوراة والإنجيل(48) ورسولا إلى بني إسرائيل أني قد جئتكم بآية من ربكم أني أخلق لكم من الطين كهيئة الطير فأنفخ فيه فيكون طيرا بإذن الله وأبرئ الأكمه والأبرص وأحيي الموتى بإذن الله وأنبئكم بما تأكلون وما تدخرون في بيوتكم إن في ذلك لآية لكم إن كنتم مؤمنين(49) ومصدقا لما بين يدي من التوراة ولأحل لكم بعض الذي حرم عليكم وجئتكم بآية من ربكم فاتقوا الله وأطيعون(50) إن الله ربي وربكم فاعبدوه هذا صراط مستقيم)) سورة آل عمران38-51.

في الآيات السابقة بشرى لمريم باصطفاء الله لها من بين سائر النساء بأن اختارها لإيجاد ولد منها من غير أب، وكون هذا الولد نبيا يدعو إلى عبادة الله وحده لا شريك له، كما أمرت بكثرة العبادة والقنوت والسجود والركوع حتى تكون أهلا لذلك، وتقوم بشكر النعمة.

محنة مريم عليها السلام في ولادة عيسى عليه السلام:

نفخ جبريل عليه السلام في جيب درع السيدة مريم العذراء فحملت بعيسى عليه السلام، فضاقت ذرعا بهذا الحمل لما تتوقعه من إيذاء الناس لها وكثرة الكلام في حقها منهم، وكان أول من فطن لهذا الحمل ابن خالها يوسف بن يعقوب النجار، فجعل يتعجب من ذلك عجبا شديدا، وذلك لم يعلم من عبادة مريم عليها السلام واستحالة فعلها للفحشاء فقال لها:

يا مريم..هل يكون زرع من غير بذر؟

قالت: نعم، إن الله خلق آدم من غير ذكر ولا أنثى.

قال لها: فأخبريني خبرك.

فقالت: إن الله بشرني: ((بكلمة منه اسمه المسيح عيسى ابن مريم وجيها في الدنيا والآخرة ومن المقربين(45) ويكلم الناس في المهد وكهلا ومن  الصالحين)) آل عمران 45-46.

وقد ذكر القرآن الكريم تفاصيل الحمل والولادة وكلام عيسى عليه السلام في المهد لقومه، وتعجب القوم من ذلك: (( فاتخذت من دونهم حجابا فأرسلنا إليها روحنا فتمثل لها بشرا سويا(17) قالت إني أعوذ بالرحمن منك إن كنت تقيا(18) قال إنما أنا رسول ربك لأهب لك غلاما زكيا(19) قالت أنى يكون لي غلام ولم يمسسني بشر ولم أك بغيا(20) قال كذلك قال ربك هو علي هين ولنجعله آية  للناس ورحمة منا وكان أمرا مقضيا(21) فحملته فانتبذت به مكانا قصيا(22) فأجاءها المخاض إلى جذع النخلة قالت يا ليتني مت قبل هذا وكنت نسيا منسيا(23) فناداها من تحتها ألا تحزني قد جعل ربك تحتك سريا(24) وهزي إليك بجذع النخلة تساقط عليك رطبا جنيا(25) فكلي واشربي وقري عينا فإما ترين من البشر أحدا فقولي إني نذرت للرحمن صوما فلن أكلم اليوم انسيا(26) فأتت به قومها تحمله قالوا يا مريم لقد جئت شيئا فريا(27) يا أخت هارون ما كان أبوك امرأ سوء وما كانت أمك بغيا(28) فأشارت إليه قالوا كيف نكلم من كان في المهد صبيا(29) قال إني عبد الله آتاني الكتاب وجعلني نبيا(30) وجعلني مباركا أين ما كنت وأوصاني بالصلاة والزكاة ما دمت حيا(31) وبرا بوالدتي ولم يجعلني جبارا شقيا(32) والسلام علي يوم ولدت ويوم أموت ويوم أبعث حيا(33) ذلك عيسى ابن مريم قول الحق الذي فيه يمترون(34) ما كان لله أن يتخذ من ولد سبحانه إذا قضى أمرا فإنما يقول له كن فيكون(35) وان الله ربي وربكم فاعبدوه هذا صراط مستقيم(36) فاختلف الأحزاب من بينهم فويل للذين كفروا من مشهد يوم عظيم)) سورة مريم 17-37.

Publicité
Commentaires
Publicité
Publicité