Canalblog
Editer l'article Suivre ce blog Administration + Créer mon blog
Publicité
ESPOIR
17 octobre 2008

ربّة السّتر

سيري فأنوار أقمار المحامل إن

حار الأدلة في البيداء تهديك

فتحت بالرشد عن عينيّ بعد عمىً

وأسمع السّر من قلبي مناديك

"هو الإمام العالم جمال الدين أبو زكريا يحيى بن يوسف الصرصري العراقي، كان ضريرا، ولكنه كان تقيا ورعا وأديبا بارعا وله ديوان شعري كبير أكثره مدائح في الرسول الكريم عليه أفضل الصلاة والسلام، مات على أيدي التتار-عند سقوط بغداد- سنة ستمائة وست وخمسين هجرية".

يقول الإمام الصرصري:

يــــا ربّة الستـــــر لا انجابت غواديـــــــــــكِ

عـن جـــــوّ مغنــــــاك أو يخضر واديـــــــــكِ

وأنــــت يــــــــا عذبـــات البــــــانِ، لا برحتْ

تهيـــــــج أشواقنــــــا ألــحان شاديــــــــــــكِ

ومـــــاس من كــــلّ غصن منك من طــــــربٍ

عطــــفٌ وتهْـــــــــت دلالاً فــــــي تهاديــــــكِ

ويـــــا ميـــاه الحــــمى لازلْــــــــتِ طـــــــيبة

يــــــروي بشربِ الــزّلال العـذب صاديـــــــكِ

ويــــــا نسيم صبا نـــــــجدٍ لقــــــد عـــــرفت

روحـــي بـــــمسراكِ وهْـــناً عرف مهْديـــــكِ

ويــــــا ليالــــــينا لله عـــــيش هــــــــــــــوىً

مــــــع البـــــدور تــقـــــضىّ في دآديــــــــــكِ

ويــــــــــا فوارط أيـــــــــــــامي بخيْف مـــني

لو كـــــــــان يفدي زمـــــــانٌ كنت أفديــــــــكِ

ويــــــا رسائـــــــل وجــــــدٍ لا أبوح بـــــــــها

إلـــــــــــى الأحبـة عنــدي مـــــن يؤدّيـــــــــكِ

أخفيك عـــــــــــــــن عذّلي صونا وتكرمـــــــةً

بـــــــل المدامعُ والأنفــــــــــــاس تبديـــــــــكِ

ويـــــــا ركاب الحــــــجاز الـــــــقُود، لا نقبتْ

مــــــــن السّري أبداً أخفافُ أيديــــــــــــــــــكِ

ولا عـــــدلْتِ عن النـــــــهج القـــــــــويم، ولا

مـــــــــالت إلى غير أحبابي هواديــــــــــــــــكِ

ونــــــلْتِ ما شِئْتِ مــــــن ورد ومــــــــــن كلأٍ

ولا نبــــــــا السمْــــــــع عن تغريد حاديــــــكِ

كــــــــمْ ذا التمادي، ذري التعلــــــيل وابتدري

إلى الــــحمى، فغنــــــــائي في تماديــــــــــــكِ

سيــــــري فأنوار أقمار المحامـــــــــــــــل إن

حـــــــــار الأدلة في البيــــــــداء تهديـــــــــكِ

ويــــــــا قبابَ حمى سَــــــــلْــــعِ حويْت على

رقّـــــــي بما أسلفت عنــــــــدي أياديـــــــــكِ

فتـــــــحْتِ بالرشد عن عيـــــــــني بعد عمىً

وأسمـــــــعَ الســــــر من قلبي مناديــــــــــكِ

حقٌّ علــــــــيَّ أُوالي من به اعتلــــــــــــــقتْ

أسبابـــــــه وأُعــــــادي من يعاديــــــــــــــكِ

إنــــــي وان تكُ أضحت عنك نــــــــــــــازحةً

داري لأرعـــــــــى بظهْر الغيب واديــــــــــكِ

لازال سكانـــــــــــكِ القُطّـــــــــــــان في دعةٍ

وفـــــــــــاز رائحك السّــــاري وغاديـــــــــكِ

وأنـــت لا تجزعي يا نفــــــــــــس من بِــِـدعِ

مضـــــــــلة وضيــــــــــاءُ الله هاديـــــــــــكِ

أجــــــــــــــــــارَكِ الله لـــــــــولا درعُ سُــنّتهِ

لكــــــــــــان سهم الهوى الفتّاك يرديــــــــكِ

Publicité
Commentaires
Publicité
Publicité