Canalblog
Editer l'article Suivre ce blog Administration + Créer mon blog
Publicité
ESPOIR
16 mars 2009

أنت كما تريد أن تكون..

أنت كما تريد أن تكون عبارة يعترض عليها الكثيرون قائلين إننا نريد أن نكون أنجح الناس وأعظمهم شأناً.. ولكننا لم نصبح كذلك..فكيف نقول أنت كما نريد أن تكون؟؟.

أقول لك مهلاً إنني أقول لك أنت كما تريد أن تكون ولم أقل لك كما تتمنى أن تكون..فالأمنيات شيء يا عزيزي.. والإرادة شيء آخر تماماً، فالإرادة والثقة بالنفس هما الدعامتان اللتان لا غنى عنهما للنجاح في الحياة، فهل لديك ثقة كافية في نفسك ولديك الإرادة والعزم والتصميم على عمل شيء ما، وقمت بالفعل بتنفيذه ولم تنجح؟..

قبل أن تقول لي نعم قل لي ما هي أسباب النجاح؟..دعني أحدثك عن ظواهر شاهدتها أنت كثيراً..حاول أن تتذكر معي، لقد صادفني أكثر من مرة شخصيات متخاذلة متخوفة تخطئ في عملها، وتخطئ في تعاملاتها مع الناس وبدلاً من أن تقوم بتحليل أخطائها والوقوف على أسباب تلك الأخطاء والعمل على تلافيها يمتثلون للحقيقة الواقعة وهي أنهم أخطئوا، بل ويذهب بعضهم إلى المبالغة في تجسيم الحقيقة حتى يصور لهم الوهم أنهم سوف يخطئون دائماً.. والنتيجة الحتمية هي الفشل ومزيد من الفشل..

إنهم يعانون في الحقيقة من انعدام الثقة بأنفسهم وهو ما جعلهم يستسلمون للخطأ ولا يواجهونه.. ولا حتى يفكرون في أسباب هذا الخطأ ولماذا حدث وأتذكر أحد الشباب الذي ذهب إلى مدرسة لتعليم قيادة السيارات ولكنه أخطأ في تقدير المسافة بين وبين المكان الذي كان يريد الوقوف فيه وصدم الرصيف صدمة خفيفة أزعجته تماماً.. وبدلاً من أن يعرف سبب الخطأ ترك السيارة مؤكداً أنه فاشل وحتى الوقوف لا يستطيع القيام بت وكان من الممكن أن يتركه معلمه وشأنه..ولكن ذلك المعلم كان على دراية واسعة بالتعامل مع الطبيعة الإنسانية، وأيقن أن هذا الشاب يعاني من عدم الثقة بالنفس. وذهب خلفه مؤكدا له أن الخطأ هو خطأ المعلم وليس خطأ السائق.. وأن كل خطأ يرتكبه كسائق يتدرب وهو بجواره يكون المعلم هو المسئول عنه وليس السائق، وهكذا حاول ذلك المعلم أن يعيد جزءاً من الثقة لنفس ذلك الشاب.. والغريب أنذلك المعلم كان يعطي الشاب درساً واحداً أسبوعيا في مهارة القيادة وثلاث دروس في تنمية الثقة بالنفس بطريق غير مباشر ودون أن يدري الشاب أنه يتعلم بجوار فن قيادة السيارات أهم وأغلى درس كان لابد أن يتعلمه، وهو كيف يكتسب ثقته بنفسه أولاً. وكان أهم درس اعتمد عليه ذلك المعلم هو أن تأمل الخطأ بغض النظر عن أسبابه ووسائل تلافيه لا يعقبه إلا الفشل المحقق ومزيد من انعدام الثقة بالنفس، بينما تدبر أسباب الخطأ وطرق تلافيه هو السبيل إلى اكتساب الثقة بالنفس والتي هي في أبسط معانيها: الإيمان بالنفس، ويمكن معرفة مداها في المواقف التي يواجهها الإنسان وكيفية مواجهته لها.

Publicité
Commentaires
Publicité
Publicité