Canalblog
Editer l'article Suivre ce blog Administration + Créer mon blog
Publicité
ESPOIR
29 octobre 2009

كيف تهدأ إنسانا عصبيا غاضبا

حين تتعامل مع الناس فانك ستتعامل مع أنماط وشخصيات مختلفة من البشر.. ستتعامل مع الإنسان الهادئ المتزن، وهو مريح في تعاملاته وحتما أيضا ستتعامل مع الإنسان العصبي المندفع الذي يمكن أن يثور لأتفه الأسباب ويغضب.. بل يجعل من الأمر مشكلة.. وهذه النوعية من البشر لابد أن نتعامل معها وتعاملها لا بأسلوبها هي بل بأسلوبنا نحن.. وأنصار مبدأ تجنب اتقاء شرهم، نحن لا نميل إلى مثل هذا الرأي..لأن الشخص العصبي المندفع يمكن أن يكون أقرب المقربين لنا..زوج أو زوجة..ابن أو ابنة..أخ أو أخت..عم أو خال..أو جار..أو زميل في العمل ..أو رئيس في العمل..حتما لا يمكن أن نتجنب التعامل مع هؤلاء..بل لابد من إجادة الأسلوب الأمثل والمهارة اللازمة للتعامل الجيد مع هؤلاء..

في البداية يا عزيزي لابد أن نثق في أن هناك أسبابا مختلفة وعديدة تجعل الشخص الذي نتعامل معه غاضبا أو فاقدا للسيطرة على نفسه، قد يكون السبب راجعا إلى شيء قلته أو تصرف فعلته، وأحيانا أخرى تكون أنت بريئا تماما ، لم تقل شيئا ولم تتصرف أي تصرف يجعله يغضب أو يثور، ولكن الغضب وتلك العصبية راجعة إلى اعتقاد الشخص الآخر أنك قلت أو فعلت شيئا أثار هذا الغضب..

والأغرب والأعجب أن بعض الناس يتوهمون من أعماق أنفسهم أن العالم كله ضدهم، ويحاولون إيذاءهم، وهم في الحقيقة يؤذون أنفسهم..وأنت فرد وجزء من هذا العالم، فلابد وأن يصيبك غضبهم نتيجة هذا الوهم والذي قد يتحول إلى مرض نفسي قد يلقي بظلاله السلبية العميقة في حياتهم وفي حياتك..

مهما كانت أسباب الغضب والعصبية سواء كنت سببا فيها بقصد أو بدون قصد أو حتى لم تكن سببا فيها بطريق مباشر أو غير مباشر، فمن مصلحتك أن تبدد هذا الغضب فورا وأنت مرغم على ذلك ما دمت حريصا على أن تكون إنسانا بمعنى الكلمة، والمنطق العقلاني يقول: انك عندما تواجه إنسانا عصبيا غاضبا فان أمامك أحد تصرفين لا ثالث لهما..إما أن تثور ثائرتك وتواجه الغضب بالغضب والثورة النفسية بثورة نفسية مضادة وينتهي الأمر بالتصادم والصراع، وإما أن تجيد مهارة امتصاص غضب الآخرين وترويض سلوكياتهم العصبية الغاضبة واستخدامها في ذلك الموقف وبحساب المكسب والخسارة في العلاقة الإنسانية بينك وبين الناس إذا واجهت الغضب بالغضب وحاولت الانتقام لنفسك ولذاتها فسوف يفلت الزمام من يدك..زمام سيطرتك على نفسك وعلى الموقف كله، وعندها ستزيد الأمور سوءا ولن تكسب شيئا إذا فقدت أعصابك، بل ستخسر في داخل نفسك لأن عم القدرة على السيطرة على الأعصاب تؤدي إلى نقص شديد في الانضباط الذاتي.

بينما إذا لجأت للأسلوب الآخر فستفوز بالمعركة النفسية، لأنه عندما ترفض أسلوب مقابلة الغضب بالغضب ستكون النتيجة أن هناك طرفا واحدا عصبيا غاضبا، وعندها سيلتهم غضبه نفسه ..

ولكي تبدد غضب ذلك الثائر العصبي عليك أن تستجيب له برد فعل ودود وعطوف..وألا تفقد هدوءك أبدا لو لم يستجب لك من المرة الأولى.. وعليك أن تتركه أولا حتى يتمالك هو نفسه ثم بعد ذلك يكون رد فعلك الودود العطوف الذي أدعوك لاستخدامه في مثل هذا الموقف الإنساني.

لابد أن يكون ردك بهدوء وبلين لأنك حين تتكلم بنبرة هادئة لينة فانك تكون بذلك قد ضربت عصفورين بحجر واحد..هدأت الطرف الأخر وحميت نفسك من الوقوع في براثن الغضب، وعندما ترفض الشجار وتسيطر على أعصابك وتتكلم بهدوء سيدرك الطرف الآخر أنه خسر المعركة بلا شك وخاصة عندما يكتشف أنه يصرخ وحده دون شريك سيشعر بالخطأ أمام الناس، ويحاول أن يهدأ، ويبرر أسباب توتره وغضبه، عندها يكون تدخلك الهادئ الودود الذي قد يصلح الأمر تماما وتعود المياه إلى مجاريها.

Publicité
Commentaires
Publicité
Publicité