Canalblog
Editer l'article Suivre ce blog Administration + Créer mon blog
Publicité
ESPOIR
9 mars 2010

لا تغضب الآخرين

لا تخلو الحياة بمواقفها المتباينة والمتشابكة من جو المناقشات سواء على مستوى العمل أو على المستوى الأسري والعائلي أو على مستوى الصداقات، فما دامت هناك حياة وإحداث فهناك مناقشات وآراء..اتفاق واختلاف، وعلى الرغم من المقولة الشهيرة بأن الخلاف في الرأي لا يفسد للود قضية فن الواقع يقول عكس ذلك فالخلاف في الرأي قد يؤدي إلى التنافر وضياع الود، ولابد من مراعاة اختلاف نوعيات الشخصيات التي يمكن أن تتناقش معها، فهذا الذي يتناقش معك عازما على أن يحملك قبول وجهة نظره أو رؤية الأمور من منظوره هو..أو ذلك الذي يتخذ أسلوب الإجبار للفوز في أي مناقشة ويفرض أفكاره على الآخرين فرضاً..كيف تتناقش مع أمثال هؤلاء..أم أنك بمجرد أن تكتشف أبعاد شخصية هؤلاء تنسحب من المناقشة غير آسف على موقفك لأنك تعرف ماذا سيحدث خلال المناقشة..

على كل فأنا لست من أنصار مبدأ الانسحاب أو السلوك السلبي تجاه القضايا الإنسانية، وأفضل دائما أسلوب المواجهة والمصارحة والمكاشفة الصحيحة وليتك معي في هذا.. وعلى هذا الأساس لابد أن تتعلم مهارة كيف تتناقش دون أن تغضب أحداً أو تصطدم معه مهما كانت أبعاد شخصيته: عدواني أم سلطوي أو غير ذلك من الأنماط الشخصية المحبة لذاتها فقط.كل ما عليك أن تفعله هو أن تتعامل مع الطبيعة البشرية لكل إنسان لا ضدها..فإذا كنت تريد من أي إنسان تتناقش معه أن يكون مقتنعا بما تقول وأن يرى الأمور من منظورك فلا تفرض عليه أفكارك فرضا، وليس هناك أفضل من أسلوب الاقتناع والإقناع..فعندما يقتنع الطرف الآخر بأن وجهة نظرك هي الصحيحة سيغير رأيه طواعية، وعندها سيرى الأمور من منظورك.. وسيجعلك تفوز بالمناقشة دون أن يغضب أو يشعر بانتقاص في ذاته، هل تعرف متى يتم ذلك حتى مع أصحاب الشخصية العدوانية أو حتى مع الإنسان السلطوي الذي يحاول إجبار الآخرين على اعتناق أفكاره أو تأييدها على الأقل خلال المناقشات؟ لاشك أن هناك – سراً- يمكن من خلاله المناقشة دون أن يغضب أحد من أحد..انه مخاطبة المشاعر أثناء المناقشة تماماً مثلما تخاطب العقل والمنطق لأن العقل لا يفتح أذنيه إطلاقا إلا بعد أن ينتهي القلب من الاستماع ويدون ذلك ومهما كان منطقك وحجتك فلن تفوز بمناقشة دون أن تغضب أحداً أو دون أن يغضب منك أحد..

وهناك أسس تجب مراعاتها عند النقاش أهما ألا تتسرع وتحاول أن تفوز بطرح وجهة نظرك فلابد أن تترك الطرف الآخر يبدأ بوجهة نظره كي تكون لديك الفرصة لمخاطبة المشاعر والرد الايجابي والإمساك بزمام الموقف، ولابد أن تترك الطرف الآخر يعبر عن رأيه دون أن تقاطعه ودعه يتكلم الى أن يرهق، وتنتهي الكلمات التي لديه عن موضوع المناقشة.

وعند الرد اكتشف ما خفي من آراء الطرف الآخر، وابحث عن نقاط الضعف في آرائه واعرضها بأسلوب مهذب دون الإساءة له أو التهكم عليه، عندها يمكن أن يكون مستعداً لقبول وجهة نظرك بدون غضب، وراعي دائما ألا تتدخل في النقاش إلا إذا أحسست أن الطرف الآخر مستعد لتقبل تدخلك في النقاش، وأفضل طريقة لعرض وجهة نظرك في أي نقاش هي الكلام باختصار وبدقة وبصدق وبحرارة دون الوصول إلى حد الانفعال أو المبالغة.

وفي المناقشة لابد أن تكون سياسيا مرناً متنازلاً قليلاً مائلاً مع الريح، فالأذكياء ينجحون، والمعاندون يصيبهم الفشل.تنازل عن التوافه ولا تفرط في المبادئ، وساعد الطرف الآخر على حفظ ماء وجهه عندما يخسر المناقشة بأن تقول له في النهاية أن وجهات نظركم متطابقة وأن المناقشة ما هي إلا أسلوب للاتفاق لا وسيلة للاختلاف، وأنك منذ بداية المناقشة كنت تعلم أن وجهات نظركم متطابقة ولكن النقاش كان ضروريا ليتعرف كل منكما على وجهة نظره في المسألة أو القضية موضوع المناقشة.

Publicité
Commentaires
Publicité
Publicité