كيف يتأثر الناس بالسلوكيات الراقية؟

على الرغم من أن لكل مجتمع عاداته وتقاليده التي يمارسها أفراده بشكل عفوي وبدون تكلف وهي تختلف من مجتمع لآخر إلا انه وجد أن تأثر الناس بالسلوكيات الراقية يكاد يمثل ظاهرة الكل فيها مقلد بقدر استطاعته في المجتمعات المتحضرة.وهذه السلوكيات الراقية ليست حكرا على فئة دون الأخرى ولا على طبقة دون الأخرى بل يستطيع كل إنسان أن يكتسبها بالتعلم والتدرب عليها، ويمكن تعريف تلك السلوكيات الراقية بأنها مجموعة من التصرفات التي تؤدي إلى احترام النفس واحترام الآخرين..وكل شخص لا يحترم نفسه ولا يقيم اعتبارا لقيمها لا يستطيع أن يتأثر بهذه السلوكيات الراقية ولا يستطيع ممارستها ولا يحق له أن يطلب من الآخرين احترامه على الإطلاق بل عليه أن يحترم نفسه أولا والأغرب حقا أنه عندما يتعمد أي إنسان مخالفة السلوكيات الراقية أو خرقها القيام بتكرار تلك المخالفة نجد الناس الذين يحرصون على السلوكيات الراقية يبتعدون عنه تدريجا إلى أن ينقطعوا عن التعامل مع ذلك الشخص نهائيا.

وعلى العكس تماما بالنسبة للشخص الذي يتعمد المحافظة على السلوكيات الراقية نجد الناس له مقلدين ومتأثرين به للغاية ومنجذبين له تماما.

وسلوك الإنسان الراقي يكون دائما بتهذيب العقل والقلب ويتم اكتسابه بالإحساس الشخصي بما يكتسبه الإنسان من بيئته وأسرته ونتيجة تجاربه الخاصة بالحياة، كما أن الخبرة الشخصية الواعية هي أضمن دليل للسلوك الإنساني الراقي.

والطريق لممارسة سلوك الإنسان الراقي يبدأ بتهذيب النفس أولا الذي نعتبره طريق الفضيلة،..والفضيلة دائما وسط بين رذيلتين ويظهر ذلك واضحا عندما نقول إن الإنسان لا يمكن أن يكون شجاعا إلا إذا لم يكن جبانا أو متهورا، أو يكون الإنسان كريما إذا لم يكن بخيلا أو مبذرا، وينبغي دائما أن يكون تهذيب النفس بالصبر والاحتمال ومواجهة المصاعب والمشقات والاهتمام بالآخرين والحرص على مودتهم ومصالحهم، وتهذيب النفس ضروري لنجاح الإنسان في حياته الخاصة والعامة وهو الوسيلة التي تشجعنا على أن نحاسب أنفسنا ونضع حواجز بين الأشخاص يمنعهم من إلحاق الأذى بنا ويجعل العلاقات بينك وبين الناس مستحبة ولا يستطيع كل إنسان تهذيب نفسه والاستمتاع باكتساب سلوكيات راقية إلا إذا كان صادق النية قوي العزيمة، ولوحظ أن قليلين فعلا الذين نراهم في الحياة العملية يتمتعون بحصافة التهذيب فالتظاهر بالتهذيب مهما طال أمده سينكشف عاجلا أم آجلا..

ومن مزايا السلوك الراقي الذي يمكن أن يكتسبه الإنسان أن هذا السلوك يجعل الإنسان شخصية جذابة ومؤثرة حقا لأنه يجذب المستمعين ويحظى باحترامهم وإعجابهم.

وفي المجتمعات المتقدمة ترتبط قيمة كل إنسان بدرجة تهذيب وأداء سلوكه الاجتماعي وليس بمنصبه أو بمقدار ما عليه من مال..

ويراعي السلوك الإنساني الراقي تطبيق" الكياسة" بمفهومها الواسع الذي يعني مراعاة واجباتنا نحو الآخرين وكيفية أدائها بشكل لائق.

ومراعاة آداب السلوك وقواعده التي يجب التزامها طبقا للعادات والتقاليد والأعراف والقيم الدينية السائدة..

ولا تقتصر السلوكيات الإنسانية الراقية على بعض القواعد المحددة التي يجب ممارستها في هذه المناسبة أو تلك أو ذلك الموقف بل تتعداها إلى حسن التصرف في الظروف المفاجئة في علاقاتك اليومية أيضا..