Canalblog
Editer l'article Suivre ce blog Administration + Créer mon blog
Publicité
ESPOIR
21 avril 2010

كيف تقنع الناس بأفكارك

إقناع الناس بقبول وجهة نظرنا لا يعتمد إطلاقا على اللباقة والقدرة على الحديث كما يظن الكثيرون.. ولكنه يعتمد في المقام الأول على قدرتك في أن تجعل الناس ينظرون إلى الأشياء بالطريقة التي تنظر أنت بها إليها.. وليس العكس على الإطلاق.

والطريقة الطبيعية التي يمارسها معظم الناس للجوء إلى إقناع الآخرين بأفكارهم وآراءهم هي النقاش والجدال ومحاولة الحط من قيمة معارضيهم..والنتيجة تكون غير طيبة على الإطلاق سواء اقتنعوا أم لم يقتنعوا، ومن الأخطاء التي يرتكبها الكثيرون أنهم ينظرون إلى من يعارض أفكارهم وآراءهم على انه المعارض الذي يجب التغلب عليه بطريقة أو بأخرى، ولكن الحقيقة غير ذلك، فان كل ما يجب أن نبتغيه ونحصل عليه هو إقناع معارضينا ودفعهم إلى أن يغيروا آراءهم وأفكارهم وليس هزيمتهم أو تحطيمهم نفسيا على الإطلاق. فنحن نريد أن نكسبهم لصفنا لا وضعهم ضدنا، ولا أعلم حقيقة لماذا يأخذ الكثيرون مسالة معارضة الناس لأفكارهم بمثابة تهديد وصفعة موجهة للذات.. وعليه يقومون بالرد بطريقتهم التي يتملكها الانفعال والروح العدائية في بعض الأحيان..؟ أكيد أنك سبق وان عشت مثل هذه المواقف في حياتك..

اعتقد أن هؤلاء لا يعرفون حقيقة الطبيعة الإنسانية لذلك يتعاملون ضدها وليس معها.. وتكون النتيجة لاشيء.. لن يستطيع هؤلاء الناس بهذا الأسلوب الفوز أبدا بحب الناس ولا بثقتهم على الإطلاق، والطريقة الوحيدة لإقناع الناس بأفكارنا وآرائنا هيأن ندفعهم لتغيير آرائهم المعارضة لنا.. هذا هو كل ما في الأمر.. دون تهوين أو تهديد، وقد وجد علماء النفس أن أفضل أسلوب يحمل المعارضين لأفكارك على الموافقة عليها هو استخدام أسلوب الضغط المنخفض الذي يقدم الحقائق بهدوء متخليا عن اللجوء إلى التهديد أو التسفيه أو الإرغام.

وأثبتت الدراسات العلمية أن الأفكار والآراء التي يتم عرضها بهدوء شديد مدعمة بالبراهين والإثباتات تلقى اقتناعا هائلا بعكس شتى الأساليب الأخرى التي قد يوافق البعض عليها مرغماً أو غير مقتنع.. حتى الآراء السياسية قابلة للتغيير والاقتناع بغيرها إن تم ذلك بهدوء وود وجو يسوده الحب والنفسية الهادئة وأن يكون ذلك مدعما بالبراهين والإثباتات أيضاً، أما اللجوء إلى الانفعال والشعارات الرنانة الصارخة لإقناع الآخرين، فهذا الأسلوب كما قالوا عفا عليه الزمن وجار..

والفاشل الوحيد الذي ليس لديه قدرة على إقناع الناس بآرائه وأفكاره هو المجادل المحترف الذي يعقد النية على قهر الذين يعارضونه في الرأي والقيام بالتعريض بالرأي المعارض.. وثق أن الخطأ الكبير الذي يمكن أن يرتكبه أي منا دون أن يلاحظ ذلك وهو يحاول إقناع الآخرين بآرائه هو الهجوم على الذات الخاصة بالطرف الآخر، وهو ما يعني النيل من الاعتزاز بذاته، وهو ما يجره إلى رفض الحقائق وليس الأفكار لو أتت عن طريقك.وهو الأمر الذي يجعلنا نتعلم دائما في كل تصرف أن نراعي العمل مع الطبيعة الإنسانية وليس ضدها.

قل لأحد معارضيك في الفكر بأن أفكاره غير صحيحة ستجده يدافع عنها أكثر وأكثر، واسخر من أفكار معارضيك ستجدهم يدافعون عنها لحفظ ماء الوجه لا أكثر، استخدم نفوذك وسطوتك لإقناع  الآخرين بفكرك ستجدهم يغلقون عقولهم في وجه أفكارك حتى لو كانت تتمتع بقدر كبير من الوجاهة والدقة..

لقد تعودنا على أن نحصن أنفسنا ضد أي فكرة تأتى عنوة دون إقناع ، والاقتناع في أبسط معانيه هو الوصول إلى الشعور الباطني للشخص الآخر و مخاطبته بتلك الأفكار .. كي يقوم العقل الباطن بتمريرها و القبول بها ، عندها يكون الإقناع قد تم ..

Publicité
Commentaires
Publicité
Publicité